اللغة: العربيّة

القائمة

مرض فيروس كورونا (كوفيد-19): تتبع مخالطي المرضى للمستجيبين

31 أيار/مايو 2021 | Q&A

كيف يُجرى تتبع المخالطين؟

يتمثل تتبع المخالطين في تحديد الأشخاص الذين تعرضوا لشخص مصاب بفيروس كورونا-سارس-2، ورصدهم، وينطوي على عدة خطوات: 

تعريف المخالطين: قد يختلف تعريف المخالطين حسب البلد. وتُعرّف المنظمة المخالط بأنه شخص تعرض لشخص آخر أصيب مؤخراً بعدوى فيروس كورونا سارس-2 المحتملة أو المؤكدة، أي 1- مخالطة الحالة المحتملة أو المؤكّدة وجهاً لوجه من مسافة متر واحد ولمدة لا تقلّ عن 15 دقيقة؛ 2- أو المخالطة البدنية المباشرة لحالة محتملة أو مؤكدة؛ 3- أو تقديم الرعاية المباشرة لمريض مصاب بعدوى كوفيد–19 المحتملة أو المؤكدة، دون استخدام معدات الحماية الشخصية الموصى بها؛ 4- أو الحالات الأخرى التي تشير إليها عمليّات تقدير المخاطر المحليّة. ويكون التعرض في أي فترة زمنية تمتد من يومين قبل بدء ظهور الأعراض على الحالة وحتى 13 يوماً من بعد ظهورها. وفيما يتعلق بالحالات العديمة الأعراض، يتمثل المخالط في أي شخص تعرض للحالة خلال الفترة التي تبدأ قبل يومين من تاريخ أخذ العينة التي أدت إلى تأكيد العدوى وتنتهي بعد 10 أيام من ذلك التاريخ. 

تحديد المخالطين: يكون ذلك عادة عن طريق إجراء مقابلة مع الشخص المصاب بفيروس كورونا-سارس-2 لمعرفة الأشخاص الذين خالطوه أثناء الفترة الزمنية المذكورة أعلاه. وهناك طرق أخرى تتوقف على المكان لتحديد المخالطين، عن طريق مثلاً، قوائم العضوية أو الحضور الخاصة بالأماكن التي زارتها الحالة خلال الفترة المذكورة أعلاه، أو عن طريق الإشعارات العامة. كما طُورت تطبيقات تتبع القُرب الرقمية للمساعدة على تحديد المخالطين وإخطارهم عن طريق عمليات مؤتمتة. 

إخطار المخالطين: ينبغي الاتصال بكل مخالط تم تحديده للتأكد من أن تعريف المخالط ينطبق عليه. ويمكن إجراء ذلك من خلال السلطات الصحية و/أو تطبيقات تتبع القرب الرقمية. ويمكن أيضا تشجيع الحالات على إبلاغ مخالطيهم. ويتعيّن إعلام كل شخص تحدد بوصفه مخالطاً بشأن الهدف من تتبُّع المخالطين، والإجراءات المتّبعة (بما في ذلك كيفية حماية بياناته الشخصية) وكيفية الخضوع للحجر الصحي والمدة اللازمة له، والجهة التي يمكنه الاتصال بها للإبلاغ عن الشواغل أو طرح الأسئلة. وينبغي تقديم المزيد من المعلومات عن الأعراض التي ينبغي رصدها طوال فترة الحجر الصحي، والإجراء الذي ينبغي اتخاذه إذا جاء اختبار المخالط بنتيجة إيجابية أو شعر المخالط بالمرض. 

إدارة المخالطين ورصدهم: ينبغي تشجيع المخالطين ودعمهم خلال فترة الحجر الصحي. وتوصي المنظمة بأن تنتهي فترة الحجر الصحي بعد 14 يوماً من آخر مرة تعرض فيها للشخص المصاب بفيروس كورونا-سارس-2. ومع ذلك، فقد تختلف مدة الحجر الصحي من بلد إلى آخر. 

عمليات معالجة البيانات وتحليلها: تخزن المعلومات التي تُجمع من كل مخالط في قاعدة بيانات آمنة. وتختلف هذه العمليات من بلد إلى آخر. انظر السؤال "ما هي الاعتبارات التي تنبغي مراعاتها لحماية البيانات؟"


من الذي يُعَرَّف بأنه مخالط؟

يُعرّف المخالط حالياً بأنه أي شخص خالط شخصاً مصاباً أو يحتمل أن يكون مصاباً بعدوى فيروس كورونا-سارس-2 مخالطة مباشرة أو مكث على بعد متر واحد منه لمدة 15 دقيقة على الأقل، عندما كان الشخص المصاب معدياً أو يحتمل أن يكون معدياً، حتى وإن كان الشخص المصاب بالعدوى لا تبدو عليه أي أعراض. وقد تضع سلطات الصحة العامة اعتبارات أخرى لتعريف المخالطين وفقاً لعمليات تقييم المخاطر المحلية.

وينبغي دعم المخالطين في الخضوع للحجر الصحي من أجل الحد من إمكانية تعريض الآخرين للعدوى إذا أصيبوا بالمرض. (يمكن الاطلاع على التعريف الكامل للمخالط هنا). 


ما هو التتبع الرجعي؟

يشير التتبع الرجعي للمخالطين إلى محاولة فهم كيف أصيبت الحالة بالعدوى، ويُعرف أيضاً باسم تقصي الحالة أو المصدر. وفي حين أن التتبع التقليدي للمخالطين يحدد الأشخاص الذين تعرضوا للحالات والذين قد يتحولون هم أنفسهم إلى حالات، فإن التتبع الرجعي للمخالطين أو تقصي المصدر ينظر في الماضي لتحديد الأماكن أو الأحداث التي قد يكون التعرض للفيروس قد حدث فيها. وقد يساعد ذلك سلطات الصحة العامة على تحديد المزيد من الحالات (مثل الحدث الذي قد تكون الحالة قد أصيبت فيه بالعدوى) وتحديد الظروف التي أدت إلى العدوى. ويمكن الاسترشاد بذلك في وضع تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية المحددة الأهداف للحد من العدد الإجمالي للحالات.


متى ينبغي إجراء تَتّبُّع المخالطين؟

ينبغي إجراء تتبع شامل للمخالطين كلما اكتُشفت الحالات أو مجموعات الحالات (الحالات المرتبطة ببعضها البعض). وعندما يكون سريان المرض كثيفاً، قد تتجاوز الجهود اللازمة القدرة على تتبع المخالطين، ولذا فقد تركّز أنشطة تتبع المخالطين على المخالطين من أفراد الأسرة، والمخالطين من العاملين في الرعاية الصحية، والمخالطين في الأماكن المغلقة التي ترتفع فيها مستويات المخاطر (مثل المهاجع، والمؤسسات، ومرافق الإقامة الطويلة الأجل)، والمخالطين الأشد تعرضاً للإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم. 

ومن الأهمية بمكان استمرار تتبع المخالطين والحجر الصحي للمخالطين حتى عندما يتراجع عدد الحالات الجديدة، و/أو عندما تُخفف تدابير الصحة العامة أو التدابير الاجتماعية، لضمان استمرار تراجع انتقال العدوى.


كيف تُشكّل قوى عاملة لتتبع المخالطين؟

يمكن أن تُستمد القوى العاملة اللازمة لتتبع المخالطين من العديد من الأماكن، بما في ذلك الأشخاص التابعون للحكومة المحلية، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والجامعات، والمتطوعون المجتمعيون. وفي الحالات المُثلى، ينبغي اختيار أفراد أفرقة تتبع المخالطين من المجتمع المحلي، وأن تتوافر لديهم المعارف العامة، ومهارات التواصل القوية، واتقان اللغة المحلية، وفهم السياق المحلي والثقافة السائدة.

وينبغي تزويدهم بالتدريب الكافي لضمان الكفاءة والدقة ومهارات التواصل الجيدة عند إجراء تقصي الحالات والمخالطين، ودمجهم في فريق الاستجابة لكوفيد-19 الأوسع نطاقاً.

وقد أعدت المنظمة وشركاؤها، عدداً من مواد التدريب، التي يمكن تكييفها لتناسب الاحتياجات المحلية. ويُتاح الوصول إلى العديد من هذه المواد من خلال منصة تبادل المعارف التابعة للشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها، ومن خلال منصة OpenWHO. وينبغي أن يشتمل التدريب على المعارف الأساسية عن انتقال الفيروس وتدابير الوقاية من المرض ومكافحته؛ وكيفية رصد العلامات والأعراض؛ والإجراءات التشغيلية الموحدة لتتبع المخالطين، بما في ذلك النصائح بشأن إجراء المقابلات والمبادئ الأخلاقية المتعلقة بالترصد في مجال الصحة العامة والحجر الصحي. وينبغي أيضاً، إحاطة القائمين على تتبع المخالطين علماً بحقوقهم، وبالأدوار والمسؤوليات المنوطة بهم، بما في ذلك الاعتبارات الخاصة بالصحة والسلامة المهنية.

ومن الأهمية بمكان أن تتولى سلطات الصحة العامة تدريب القوى العاملة المعنية بتتبع المخالطين عندما تكون مستويات انتقال المرض منخفضة أو منعدمة، وأن تحدد مسبقاً السبل التي ستتبعها لتتمكن من زيادة حجم القوى العاملة المدربة على تتبع المخالطين، إذا زاد سريان العدوى.


ما هي بعض التحديات التي تواجه التتبع الفعّال لمخالطي مرضى كوفيد-19؟

تتمثل بعض التحديات في توافر القوى العاملة المدربة على تتبع المخالطين، وتوافر الموارد لتتبع المخالطين، ومشاركة المجتمع المحلي. 

ويتمثل أحد التحديات الرئيسية الأخرى في كثافة سريان كوفيد-19. ففي حالات السريان الكثيف، يمكن أن تتجاوز الجهود اللازمة قدرات موارد الصحة العامة بسرعة، وغالباً ما تعجز عن التعامل مع عبء العمل اللازم لتحديد المخالطين ورصدهم. وفي مثل هذه الحالات، توصي المنظمة بالتركيز على المخالطين الذين يشهدون أكبر قدر من التعرض وأشدهم تعرضاً للإصابة بالمرض الوخيم.


ما هي بعض الأدوات الرقمية المستخدمة لدعم تتبع المخالطين؟ وكيف يمكن أن تُعزّز عمليات تتبع المخالطين؟

يعتمد التتبع التقليدي للمخالطين، القائم على المقابلات، اعتماداً كبيراً على وجود قوة عاملة مدربة على إجراء الأنشطة الأساسية مثل الاستفسار عن المخالطين وإخطارهم ومتابعتهم. ومع ذلك، فقد تتجاوز الجهود اللازمة قدرات هذه القوى العاملة بسرعة في سياق الانتقال الواسع الانتشار لفيروس كورونا-سارس-2. 

وقد استُخدمت الأدوات الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات في تعزيز فعّالية عمليات تتبع المخالطين، ويجري استخدامها حالياً في جائحة كوفيد-19. وحتى الآن، لا توجد أداة رقمية وحيدة تعالج جميع الخطوات اللازمة لرصد عملية تتبع المخالطين والحجر الصحي للمخالطين من بدايتها إلى نهايتها. ويظل إشراف القوى العاملة في الصحة العامة لازماً. وينبغي النظر في المتطلبات التقنية والأخلاقية المتعلقة باستخدام هذه الأدوات الرقمية عند اتخاذ القرارات المتعلقة باستخدامها. ويمكن تقسيم الأدوات الرقمية التي تدعم عمليات تتبع المخالطين بصفة عامة إلى ثلاث فئات بالاستناد إلى وظيفة الصحة العامة التي تؤديها في الخطوات المحددة لعملية تتبع المخالطين، على النحو التالي: 

  • تحديد المخالطين وإخطارهم: يُخصّص استخدام هذه الحلول لعامة الجمهور والمهنيين الصحيين وأفرقة تتبع المخالطين. وهي تشمل أدوات تتبع القرب الرقمية التي تستخدم الأنظمة القائمة على "البلوتوث" والنظام العالمي لتحديد المواقع، لإخطار المستخدمين الذين خالطوا أشخاصاً ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 مخالطة وثيقة وممتدة وسجلوا أوضاعهم على الأداة. وهناك أيضاً أدوات رقمية لتتبع المخالطين بالاستناد إلى الموقع، تستخدم رموز الاستجابة السريعة التي يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية مسحها ضوئياً عند زيارتهم للمكان، فإذا جاء اختبارهم لاحقاً بنتيجة إيجابية لكوفيد-19، يمكن إرسال تنبيه لسائر مستخدمي التطبيق الذين تواجدوا في المكان نفسه في الوقت نفسه، إذا رأت سلطات الصحة العامة المحلية ضرورة لذلك.
  • رصد المخالطين: يُخصّص استخدام هذه الأدوات للمخالطين المحددين والمهنيين الصحيين وأفرقة تتبع المخالطين. وهي تشمل أدوات التحقّق من الأعراض التي يمكن أن تساعد المخالطين على الرصد الذاتي وعلى إبلاغ المهنيين الصحيين بوجود الأعراض أو عدم وجودها، ليتسنى لهم إجراء المزيد من التقييم، وتقديم المشورة الصحية، وربطهم بسلطات الصحة العامة كي يخضعوا للاختبار ويحصلوا على الخدمات الداعمة. وقد تكون هذه الأدوات مفيدة بصفة خاصة في الأماكن التي قد يكون فيها عدد أفراد القوة العاملة الذين يتتبعون المخالطين محدوداً و/أو توجد فيها عقبات مادية أو أمنية تمنع الزيارات الفعلية من قِبل فرق تتبع المخالطين.
  • إدارة بيانات الترصد وتحليلها: تُستخدم هذه الحلول من قِبل أخصائيي الصحة العامة لتجميع البيانات التي تحصل عليها أفرقة تتبع المخالطين، والتي تربط بين الحالات والمخالطين، وإدارتها وتحليلها ووضعها في صورة مرئية. وهي تشمل أدوات الاستجابة للفاشية (مثل غو-داتا وكومكير وسورماس، وما إلى ذلك) التي يمكن استخدامها في تقصي الحالات، وإعداد قوائم المخالطين ورصدهم، وإجراء التحليلات. 

ومن الأهمية بمكان ملاحظة أن هذه الأدوات لا يمكن أن تحل محل القوة العاملة الصحية والمجتمعية المدربة تدريباً جيداً، والمشرفين المؤهلين، والعمليات اللامركزية، والتنسيق الجيد؛ والتي تُعد جميعها من المعايير اللازمة لتتبع المخالطين بنجاح وفعّالية. ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات عن الأدوات الرقمية لتتبع المخالطين هنا، وعلى الاعتبارات الأخلاقية لتوجيه استخدام تكنولوجيات تتبع القرب الرقمية هنا.


ما هي الاعتبارات التي تنبغي مراعاتها لحماية البيانات؟

تجب مراعاة المبادئ الأخلاقية الخاصة بمعلومات الصحة العامة، وحماية البيانات، على جميع مستويات أنشطة تتبع المخالطين، بما في ذلك التدريب واستخدام الأدوات. وينبغي ما يلي على وجه الخصوص:

  • يجب وضع ضمانات لكفالة الخصوصية وحماية البيانات وفق الأُطُر القانونية للبلدان التي تُنَفَّذ فيها النٌظم.
  • يجب على كل من يشارك في تتبع المخالطين الالتزام بالمبادئ الأخلاقية للتعامل مع المعلومات الشخصية، لضمان إدارة البيانات على نحو مسؤول واحترام الخصوصية طوال العملية.
  • ينبغي إبلاغ الأشخاص المعنيين على نحو من الوضوح والشفافية بشأن طريقة التعامل مع البيانات وتخزينها واستخدامها. ويكتسي ذلك أهمية لتحقيق القبول والمشاركة، وتجنُّب أي تصورات خاطئة يمكن أن تُعَرِّض فعّالية برنامج تتبع المخالطين للخطر.
  • يتعيّن تقييم الأدوات الرقمية المُستخدمة في تتبع المخالطين قبل استخدامها لضمان حماية البيانات وفقاً للوائح الوطنية.

انظر الإرشادات المبدئية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الاعتبارات الأخلاقية لإرشاد استخدام تكنولوجيات تتبع القرب الرقمية في تتبع مخالطي حالات كوفيد-19 (بالإنكليزية)