اللغة: العربيّة

القائمة

متحوّرات الفيروس وآثارها على لقاحات كوفيد-19

1 آذار/مارس 2021

vaccine_variants.png

هذه المقالة هي جزء من سلسلة من المقالات التفسيرية بشأن تطوير اللقاحات وتوزيعها. تعلَّم المزيد عن اللقاحات - من كيفية عملها وكيفية تصنيعها إلى ضمان مأمونيتها وإتاحتها بشكل منصف - في سلسلة تفسير اللقاحات الصادرة عن المنظمة.

وتتطوّر جميع الفيروسات - بما فيها فيروس كورونا-سارس-2 المسبب لكوفيد-19 - بمرور الوقت. وعندما يتكاثر الفيروس أو ينسخ نفسه، فإنه يتغير بعض الشيء أحياناً، وهو أمر طبيعي بالنسبة لأي فيروس. ويُطلق على هذه التغييرات "طفرات". ويُشار إلى الفيروس الذي ينطوي على طفرة جديدة واحدة أو أكثر بعبارة "متحوّر" الفيروس الأصلي.

ما هي أسباب تغيّر الفيروس إلى متحوّر جديد؟

عندما ينتشر الفيروس على نطاق واسع بين السكان ويسبب حالات عدوى عديدة، يزداد احتمال تحوّر الفيروس. وكلما زادت فرص انتشار الفيروس، ازداد تكاثره وازدادت فرص حدوث تغييرات فيه. 

ولمعظم الطفرات الفيروسية تأثير محدود أو معدوم على قدرة الفيروس على التسبّب في حالات العدوى والمرض. ولكن، قد تؤثر تلك الطفرات على خصائص الفيروس، من قبيل انتقال العدوى (قد ينتشر بسهولة أكبر أو أقل مثلاً) أو درجة الوخامة (قد يسبب مرضاً أكثر أو أقل وخامة مثلاً)، حسب موضع حدوث التغييرات في المادة الوراثية للفيروس. 

ما هو أثر المتحورات الجديدة للفيروس المسبب لكوفيد-19 على اللقاحات؟

من المتوقع أن توفّر اللقاحات التي يجري تطويرها حالياً، أو التي تمت الموافقة عليها، على الأقل بعض الحماية من متحورات الفيروس الجديدة لأن هذه اللقاحات تولّد استجابة مناعية واسعة النطاق، تنطوي على مجموعة من الأضداد والخلايا. وبناء على ذلك، فإن التغييرات أو الطفرات التي تحدث في الفيروس لا ينبغي أن تُفقد اللقاحات كل فعاليتها. وفي حال ما إذا ثبت أن أياً من هذه اللقاحات أقل فعالية ضد متحوّر واحد أو أكثر، فسيكون من الممكن تغيير تركيب اللقاحات لغرض الحماية من هذه المتحورات.

ويتواصل جمع وتحليل البيانات عن المتحورات الجديدة للفيروس المسبب لكوفيد-19. وتظل المنظمة على اتصال وثيق مع الباحثين والمسؤولين الصحيين والعلماء لغرض فهم كيفية تأثير هذه المتحورات على سلوك الفيروس، بما في ذلك أثرها على فعالية اللقاحات، إن وجد. يرجى الاطلاع على الأخبار عن فاشيات الأمراض الصادرة عن المنظمة للحصول على أحدث المعلومات عن أثر متحورات الفيروس المسبب لكوفيد-19 على فعالية مختلف اللقاحات. وتظل البيّنات المتعلقة بهذا المجال أولية وتتطور بشكل سريع. 

وفي الوقت الذي نتعلم فيه المزيد، لابد أن نبذل كل ما في وسعنا لوقف انتشار الفيروس من أجل الحيلولة دون حدوث طفرات قد تقلل من فعالية اللقاحات القائمة . وبالإضافة إلى ذلك، قد يضطر المصنّعون والبرامج التي تستخدم اللقاحات إلى التكيّف مع تطور الفيروس المسبب لكوفيد-19: فعلى سبيل المثال، قد يلزم إدراج أكثر من سلالة واحدة في اللقاحات عند تطويرها، وقد يلزم توفير جرعات معززّة، كما قد يتطلب الأمر إدخال تغييرات أخرى على اللقاحات. ويجب تصميم التجارب السريرية والحفاظ عليها بحيث يتسنى تقييم أي تغييرات في فعالية اللقاح، ويجب أن يكون نطاقها وتنوّعها كافيين بحيث يتسنى تفسير نتائجها بوضوح. ومن الضروري أيضا إجراء دراسات لفهم أثر اللقاحات أثناء نشرها.

ما الذي تفعله المنظمة لرصد وفهم أثر متحورات الفيروس على فعالية لقاحات كوفيد-19؟

لقد دأبت المنظمة على اقتفاء أثر المتحورات منذ اندلاع فاشية كوفيد-19. وتضمّ شبكتنا العالمية للمختبرات المعنية بفيروس كورونا-سارس-2 فريقاً عاملاً مخصّصاً لتطور الفيروس، يسعى إلى الكشف عن التغيرات الجديدة للفيروس على وجه السرعة وتقييم أثرها المحتمل.

وتمكّنت الأفرقة البحثية من تحديد المتواليات الجينية للفيروس المسبب لكوفيد-19 وتقاسمتها على قواعد البيانات العامة، بما فيها قاعدة بيانات المبادرة العالمية لتبادل جميع بيانات الأنفلونزا (GISAID). ويمكّن هذا التعاون العالمي العلماء من تتبّع كيفية تغيّر الفيروس على نحو أفضل. وتوصي المنظمة جميع البلدان بزيادة تحديد المتواليات الجينية للفيروس المسبب لكوفيد-19 عند الإمكان وتقاسم تلك البيانات للتعاضد في رصد الجائحة الآخذة في التطور والاستجابة لها.

كما تعكف المنظمة على إعداد إطار لرصد المخاطر بغية التعرف على طفرات الفيروس المسبب لكوفيد-19 ورصدها وتقييمها. وسيشمل هذا الإطار عناصر مثل الترصّد، والبحوث بشأن المتحورات المسببة للقلق، وتقييم أثرها على وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات. وسيكون هذا الإطار بمثابة دليل يسترشد به مصنّعو اللقاحات والبلدان فيما يتعلق بالتغييرات التي قد يلزم إدخالها على لقاحات كوفيد-19.

كيف يمكننا تجنب ظهور متحورات جديدة للفيروس المسبب لكوفيد-19 في المستقبل؟

لا يزال يشكل وقف انتشار العدوى في المصدر عاملا أساسيا. وتظل التدابير الحالية الرامية إلى الحد من انتقال العدوى – بما فيها غسل اليدين بشكل متكرر، وارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، وتجنب الأماكن المكتظة أو المغلقة – فعالة ضد المتحورات الجديدة، حيث إنها تحد من انتقال الفيروس، ومن ثمّ، من فرص تحوّره.

ستكون زيادة تصنيع اللقاحات ونشرها بأسرع ما يمكن وعلى أوسع نطاق ممكن من الوسائل البالغة الأهمية لحماية الناس قبل تعرضهم للفيروس ولخطر المتحورات الجديدة. وينبغي إعطاء الأولوية لتطعيم الفئات المعرضة بشدة للخطر في كل مكان من العالم بغية ضمان أقصى قدر من الحماية من المتحورات الجديدة على الصعيد العالمي والحدّ من خطر انتقالها. وعلاوة على ذلك، يعد ضمان إتاحة لقاحات كوفيد-19 بشكل منصف أكثر أهمية من أي وقت مضى في التصدي للجائحة الآخذة في التطور. ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يتلقون التطعيم، نتوقع أن ينخفض سريان الفيروس، مما من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض عدد طفراته.

لماذا يعد التطعيم مهماً حتى في سياق ظهور متحورات جديدة للفيروس؟

تعد اللقاحات أداة حاسمة في المعركة ضد كوفيد-19، وينطوي استخدام الأدوات المتوفرة لدينا بالفعل على فوائد واضحة بالنسبة للصحة العامة وإنقاذ الأرواح. ويجب ألا نؤجّل التطعيم بسبب مخاوفنا إزاء المتحورات الجديدة، ويجب أن نمضي في التطعيم حتى لو كانت اللقاحات أقل فعالية إلى حد ما ضد بعض متحورات الفيروس المسبب لكوفيد-19. ولابد منّا أن نستخدم الأدوات المتوفرة لدينا حتى في الوقت الذي نواصل فيه تحسين تلك الأدوات. لن ينعم أحد منّا بالأمان ما لم ينعم به الجميع.