اللغة: العربيّة

القائمة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا يحذران من النقص الخطير في إمدادات الأكسجين الطبي في أوكرانيا

27 شباط/فبراير 2022 بيان جنيف/كوبنهاغن

الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس والدكتور هانس هنري كلوغ يدعوان إلى إيصال الإمدادات الطبية الحرجة لمن يحتاج إليها ويعملان مع الشركاء لضمان ممرات آمنة للشحنات عبر بولندا

بيان الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور هانس هنري كلوغ، المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا. 

يجب، خلال الأزمة الحالية في أوكرانيا، أن تظل الصحة ركناً أساسياً من أركان الاستجابة الإنسانية من خلال الحرص على حماية النُظم والمرافق الصحية وإبقائها فعالة ومأمونة ومتاحة لكل من يحتاج إلى الخدمات الطبية الأساسية وحماية العاملين الصحيين لتمكينهم من مواصلة إنقاذ الأرواح.

ويجب أن يشمل ذلك توفير الإمدادات الطبية الأساسية على نحو مأمون وموثوق، بما في ذلك إمدادات الأكسجين الطبي المنقذ للأرواح والحاسم الأهمية للمرضى الذين يعانون طائفة من الأمراض، من بينها كوفيد-19 (يصل عددهم إلى 1700 مريض في المستشفيات اليوم)، فضلاً عن المرضى (من المواليد إلى كبار السن) المصابين بأمراض خطيرة أخرى ناجمة عن مضاعفات الحمل والولادة والأمراض المزمنة والإنتان والإصابات والرضوح.

ويقترب وضع إمدادات الأكسجين من نقطة الخطر في أوكرانيا. فالشاحنات تعجز عن إيصال إمدادات الأكسجين من المصانع إلى المستشفيات عبر البلد، بما في ذلك في العاصمة كييف. ويوشك المخزون الاحتياطي للأكسجين على النفاد في غالبية المستشفيات في غضون 24 ساعة القادمة، بل نفد من بعضها بالفعل، مما يعرّض آلاف الأرواح للخطر.

علاوة على ذلك، فإن مصانع مولّدات الأكسجين الطبي في العديد من المناطق تواجه نقصاً في الزيوليت، وهو منتج كيميائي حاسم الأهمية لإنتاج الأكسجين الطبي المأمون، ويتم استيراده بشكل أساسي. لذلك تمسّ الحاجة أيضاً إلى تزويد هذه المصانع بإمدادات الزيوليت المأمونة من خارج أوكرانيا.  

ومما يفاقم الوضع سوءاً بالنسبة للمرضى أن العديد من الخدمات الحرجة في المستشفيات تواجه خطر انقطاعات الكهرباء والطاقة، فيما تواجه سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى خطر التعرّض لتراشق النيران.

وقد قطعت أوكرانيا في الأعوام الأخيرة شوطاً كبيراً في تعزيز نُظمها الصحية، بدعمٍ من المنظمة، في إطار برنامج طموح لإصلاح قطاع الصحة. وشمل ذلك التعجيل بتعزيز قدرات العلاج بالأكسجين للمرضى المصابين بحالات وخيمة أثناء جائحة كوفيد-19. ومن بين زهاء 600 مرفق صحي خضعت لتقييم المنظمة خلال الجائحة، حصل ما يقارب نصف تلك المرافق على دعم مباشر بالإمدادات والمعارف التقنية والاستثمارات في البنى التحتية، مما مكّن السلطات الصحية من إنقاذ عشرات آلاف الأرواح.

غير أن هذا التقدم يواجه اليوم خطر الانحراف عن مساره بسبب الأزمة الراهنة.

وتعمل المنظمة على مساعدة السلطات الصحية على تحديد الزيادة في احتياجات البلد الفورية من إمدادات الأكسجين، مفترضةً حدوث زيادة تتراوح بين 20 و25% بالنسبة للاحتياجات السابقة قبل تصاعد الأزمة الأسبوع الماضي.

ورغم التحديات الناجمة عن الوضع الراهن، تعمل المنظمة على ضمان تزويد البلد بالأجهزة الطبية المتعلقة بالأكسجين وإمدادات علاج الرضوح.

ولتحقيق ذلك، تعكف المنظمة على بحث الحلول الكفيلة بزيادة الإمدادات التي ستشمل على الأرجح استيراد الأكسجين (السائل والإسطوانات) من الشبكات الإقليمية. وسيتعين ضمان العبور الآمن لهذه الإمدادات، بما يشمل تأمين ممر لوجستي عبر بولندا. فضمان تلبية الاحتياجات من الإمدادات الطبية المنقذة للأرواح – بما فيها الأكسجين – هو ضرورة حتمية.